مدن نسكنها ومدن نسكننها

في لحظات المغادرة، نظرت نظرة وداع إلى أمي وإلى أصدقائي وإلى قريتي، نظرة يعتصرها الألم وحرقة الفراق المر، بعينين تفيضان دمعاً كبحر هائج، بكبرياء صنعته صفات القبيلة، أبت السقوط من الأجفان، بدت أمي وهي تحبس دموعها أيضاً، لتمنحني الثقة، وتشعرني بأنني أصبحت في سن ينبغي أن يعتمد على نفسه، فالسفر أول علامات الرجولة .
عدن مدينتي، نشأت وترعرعت وقضيت بها أجمل سني الشباب، عملاً وإجتهاداً، أذهلتني بازدهار حياتها، وبجمالها الخلاب، وشواظئها من أجمل شواطئ العالم، ولقد تعلمت كثيراً من تنوع أبناء عدن، تعلمت منذ ذلك الوقت، أنني عدني، وأن عدن منطقة أكبر من جميع ساكنيها، فهي ليست لأحد ولا يدعي أحد انها ملكيته .
السفر إلى مكة المكرمة، وإن كان أساساً من أجل العبادة، إلا أنها مدينة تنشرح لها النفس، ويمنح الله . جل وعلا . شعوراً فياضاً بالسكينة والرضا والإيمان العميق .
التغيرات التي شهدها الإتحاد السوفيتي منذ عام 1990م، والتي بدأت فعلاً بنهج “البروسترويكا” الذي قادة الرئيس ميخائيل جورباتشوف كانت أشبه بمحاولة خروج النظام الاشتراكي الضخم من عنق ضيق لزجاجة كبيرة .