جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
الفلسفة المادية وتفكيك الانسان

الفلسفة المادية وتفكيك الانسان

تاريخ النشر:
2013
تصنيف الكتاب:
عدد الصفحات:
332 صفحة
الصّيغة:
19.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

تشكِّل الفلسفة المادية البنْية الفكرية التحتية أو النموذج المعرفي الكامن للعديد من الفلسفات الحديثة: الماركسية والبرجماتية والداروينية، كما أنها تشكِّل الإطار المرجعي الكامن لرؤيتنا للتاريخ والتقدُّم وللعلاقات الدولية، بل وأحياناً لأنفسنا. وقد ارتبطت الفلسفة المادية في عقول الكثيرين بالعقلانية والتقدُّم والتسامح... إلخ. وأعتقد أنه قد حان الوقت لفتح باب الاجتهاد بخصوص هذه الفلسفة، نظراً لأهميتها وهيمنتها على بعض أعضاء النخب الثقافية والفكرية.

ويمكن تصنيف هذا الكتاب باعتباره محاولة في هذا الاتجاه.

وقد خُصِّص الفصل الأول ((الإنسان والمادة)) لتعريف الفلسفة المادية وسر جاذبيتها ومواطن قصورها، كما يعرض الفصل نفسه، في بدايته، للظاهرة الإنسانية وسماتها الأساسية.

ويقوم الفصل الثاني ((إشكالية الطبيعي والإنساني)) بتوضيح الفروق الأساسية بين الظاهرة الطبيعية والظاهرة الإنسانية وفشل الفلسفة المادية في تفسير ظاهرة الإنسان، بل ويذهب هذا الفصل إلى أن هذه الفلسفة تشكل هجوماً على الطبيعة البشرية.

ويتناول الفصل الثالث ((العقل والمادة)) مفهوم العقل، فيبيِّن أن العقل في حد ذاته مفهوم عائم غائم وأن المهم هو النموذج الكامن وراء العقل. وانطلاقاً من هذا التصوُّر تحاول هذه الدراسة حصر أهم سمات العقل المادي، كما تحاول توضيح الفرق بين العقل الأداتي والعقل النقدي.

ويتناول الفصل الرابع ((المادية في التاريخ)) بعض التجليات التاريخية للفلسفة المادية، فيبيِّن أن العلمانية الشاملة والإمبريالية والداروينية هي كلها تجليات متنوعة للفلسفة المادية.

أما الفصل الخامس ((الترشيد والقفص الحديدي)) فيتناول الترشيد أو العلمنة بمعنى إعادة صياغة المجتمع والإنسان في الإطار المادي، وكيف أن هذا يؤدي في نهاية الأمر إلى تنميط الحياة ووهم التحكُّم الكامل فيها.

والفصل السادس هو امتداد لهذا الفصل، فنهاية التاريخ هي، في واقع الأمر، النقطة التي يتخيَّل البعض أنها النقطة التي يتم التحكُّم فيها في معظم جوانب الحياة، بحيث يصبح المجتمع كالآلة الرشيدة، يوتوبيا تكنولوجية. وقد ميَّزت الدراسة في الفصل الثاني بين المساواة والتسوية على المستوى النظري.

والفصل السابع ((العنصرية الغربية في عصر ما بعد الحداثة)) هو محاولة لتطبيق هذا المفهوم على ظاهرة العنصرية الغربية.

والفصل الثامن والأخير ((المادية والإبادة)) يبيِّن كيف أن الرؤية المادية هي رؤية إبادية في جوهرها، ويطبِّق الفصل هذا التصوُّر على ظاهرة الإبادة النازية لليهود، وغيرهم من الأقليات.

وهذه الدراسة، شأنها شأن معظم دراساتي في الآونة الأخيرة، تستخدم النموذج المعرفي أداةً تحليلية، فتقدِّم دراسة في النموذج المعرفي المادي في حد ذاته، ثم في تجلياته النظرية والتاريخية المختلفة. وبالتالي فالدراسة لا تأخذ خطاً مستقيماً تراكمياً، وإنما تأخذ شكل بؤرة (النموذج التحليلي)، تتفرع منها وتعود إليها كل الموضوعات. وهذه الطريقة تبيِّن الوحدة الكامنة (المادية وتفكيك الإنسان) خلف التنوع (الدراسات المختلفة)، ولكنها قد تؤدي إلى بعض التكرار. وقد بذلت جهداً كبيراً لتحاشي ذلك أو التقليل منه.

ومعظم مادة هذا الكتاب تُنشر لأول مرة، ولكن بعضها نُشر قبل ذلك، إما على هيئة مقالات أو في كتب. ولكني وجدت أن جمعها كلها في كتابٍ واحد يدور حول موضوعٍ واحد، مع توضيح النموذج المعرفي الكامن وراء كل الدراسات، سيساعد كثيراً على توضيح الأطروحة الأساسية في الكتاب، ويبرِّر إعادة نشر هذه المادة.

ويبقى هذا العمل اجتهاداً أوَّلياً، نرجو أن نكون قد أصبنا في بعض نقاطه إن لم نصب في جميعها، وأن يكتب الله لنا أجري الصواب، وإلا؛ فلعلنا لا نحرم الأجر الواحد.
لم يتم العثور على نتائج