جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
مراجيح الناثر بدر شاكر السياب

مراجيح الناثر بدر شاكر السياب

المؤلّف:
تاريخ النشر:
2019
تصنيف الكتاب:
عدد الصفحات:
255 صفحة
الصّيغة:
17.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

حين يحل شهر ديسمبر من كل عام، نجد من أوله فرقة أدبية - شعرية تُمارس (مهنة ديسمبرية) مكررة. مهنة الكتابة اللجّاجة، عن شيء من أشياء أشعار بدر شاكر السياب المنشورة سابقاً، في غالبها، سواء في حياة الشاعر أو بعد رحيله في 25/12/1964 لكن الشعراء والنقاد والكتاب الديسمبريين يتجاهلون البحث العميق في إرث الشاعر وفي انقلابات حياته وصراعاتها والمراجيح التي ركب فيها متأرجحاً، ما زالت بحاجة إلى مصابيح النقد والبحث العلميين لإضاءاتها. شيء مهم جدا انشغال الجيل الشعري والنقدي، الجديد، بالتعمق في البحث الأدبـي والبحث المحسوس بمواقفَ وعطاءاتٍ واختلافاتٍ تتعلق باعتباراتٍ شعريةٍ، يصعب على هذا الجيل الشعري، العراقي والعربـي، استيعابه من دون التأمل المركزي في اعتبار تأثيرات زمان الجوع والبرد والسجون والمعتقلات والتهجير والهروب وكل الظروف الاجتماعية القاسية المحيطة بزمان الشاعر بدر شاكر السياب وتجاربه الملحمية القاسية.

نعم.. نجد بتلك المقالات الديسمبرية محاولة عاجزة عن ولوج الأدب العربـي، الشعري، الضخم، المنجز من قبل الشاعر بدر شاكر السياب.

يوم أمس قرأتُ مقالةً على الفيسبوك عن الشاعر العراقي بدر شاكر السياب وبالذات عن قصيدة المطر. المقالة ليس فيها صحة جيدة، وجدتها من صنف لا يلفت إليها الأنظار أو الرغبة بالقراءة. وجدت المقالة بكل سطورها لم تستيقظ على شيءٍ سياسيٍ جديدٍ بفجرٍ ديسمبريٍ جديد، ديسمبر الكومبيوتر والانترنت والبحث المكَوكَل، بالعربية وباللغات العالمية كلها، وجدتُ أنها لا تلفت أي انتباه لدى القرّاء الجادين لأن ليس بين سطورها أي أثر من آثار التحليل النقدي والسلوك الأدبـي الحضاري لقصائد بدر السياب. ليس في هذه المقالة أي محاولة جادة عن أي وجه من أوجه الارتباط، الفردي أو الجماعي، بين الشاعر والمجتمع، بين الشاعر وطبيعة الناس بالمجتمع، بين سلام الناس وآمالهم بما يجعل الأجيال الأدبية، الحالية واللاحقة، في حالة من التحدي لمعرفة التاريخ الشعري العراقي مقترناً بأنشطة الراحل بدر شاكر السياب وغيره من شعراء الحداثة في بلاد الرافدين، خاصة وأن كل صاحب دراية شعرية في العصر الحديث يعرف، تمام المعرفة، أن بدر السياب هو راعي التجديد في الشعر العربـي وأن مبادراته الرائدة، منذ أواخر أربعينات القرن الماضي قد جعلته وجعلتنا، نحن الأدباء العراقيين، نحس إحساساً متفوقاً بالسمو الشعري والرفعة الشعرية بهمةِ وإنجازاتِ أحد شعراء العراق.

حين انتهيتُ من قراءة المقالة المنشورة على صفحات الفيسبوك وجدتها تحمل اسم شاعر من الشعراء العراقيين ممن يمارس الكتابة الصحفية، أيضاً.

لم يراقب هذا الكاتب نفسه ولم يرصد اعتدال أو عدم اعتدال ما قدّمه لقرائهِ من أفكار عن شعر السياب. في الحقيقة إنه لم يقدم (أفكاراً) بل قدم فكرة واحدة تخلو من إقرار عميق عن دورها وعن أهميتها. لو أن هذا الكاتب اتخذ من ديسمبر مناسبة للتذكير بالسيّاب ولو بفكرة واحدة جديدة من شعره ومجهوده في التحرر الشعري أو في التنبؤ الشعري لربما كان يفعل ما هو حسن ومناسب ولا بد إذن بعد ذلك أن ينال استحقاق الشكر والعرفان.

لم يكتب أحد من هؤلاء عن النتاج الشعري السيّابـي الضخم، الذي ظل (يتيماً) في العراق وفي طول الوطن العربـي وعرضه، من دون حماية فكرية. يصول فيه لصوص دور النشر العربية في القاهرة وبغداد ولبنان وغيرها، لا يحترمون الكلمة ولا يحترمون حقوق قائلها أو كاتبها أو شاعرها. صار هناك الكثير، في عصر الفوضى العربية، مَنْ بنشر دواوين الشاعر بدر شاكر السياب من دون القيام بواجب دفع حقوق النشر والتوزيع، غير أن هؤلاء اللصوص يريدون العيش والثراء على حساب الإرث السيّابـي اليتيم، الذي لا تدافع عنه دولة ولا مؤسسة.
لم يتم العثور على نتائج