أزرق

حين تتعثر خُطى الحياة، تعرقل كل من تسول له نفسه رفع رأسه خارج طبقته ويمنيها بالثراء دون ان تكون له جذور أصيلة تضرب في الارض فيخرج منها كعود متين لاينحني للريح، فتأتي دوماً الاقدار على غير هوانا فينال غيرنا ماتمنينا ونمني النفس بما ليس لها.
في خضم الصراع الضخم القائم بين الانا والمجتمع يتبلور الانسان ليحاكي صراع اضخم داخل متاهة العقل وكهف الروح المظلم وبئر النفس العميق فينتج لنا كائن هش داخليا مغلف بقشرة خشنة وستجد أقوي ما فيه هو" اللسان".
"اللسان" ذلك الملعون الذي تطلق حبائله رذائل تفتك بالقلب وتعصف بكل نقاء يحويه، هو أيضاً ذلك المحمود في حلاوة كلماته وإقناع كل مستمع لك بحسن المنطق، انه وجهان لعملة واحدة هي الاخلاق، وجه ينحر الفضيلة على فراش الغواية وبين كؤوس الرغبة، ووجه يغتال الرذيلة في قلب القبح معلناً صفاء الحياة.
لتتأرجح الجوارح بين هذه وتلك فتصبح " إنسان".