جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
كليبتو

كليبتو

المؤلّف:
تاريخ النشر:
2015
عدد الصفحات:
371 صفحة
الصّيغة:
12.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

الطريق هاديء تمامًا، لا وجود لكائن حي ولا وجود لسيارات تمر من خلاله فالصمت يُخيم على أرجاء المكان كمدينة قديمة هجرها أهلُها منذُ قـرون، على جانــبي الطريــق الأرض خاوية إلا من بعـض الحشـائش التي نبتت لتوِها فتُشبه رأس شاب بعد حَلْقَة الجيش المـعروفة بــعدة أيام . دقائق وتظهر سيـارة حمراء، تقطع خيـوط ذلك النهار بسرعتها الفائقـة، تقودها فتاة تبدو في أواخر عِقدها الثاني، ترتـدي ملابس تعكس ذوقها الرفيع، شعرُها أصفر وعيـناها خـضراء جذابة، تستمع إلى أغنية (ngnam style Ga) في كاسـت السيارة، تتمايل برأسها وعُضُدَها انسجامًا مع الأغنية، تُمسِـك عجلة القيـادة بيديها اليـمنى أمَّا اليُسرى فمشغولة باعتِصـارعلبـة كانـز دايت تحتضنُها بين أصابعها الجذابة ذات الأظافر الملونة، ترتشف منها بأنوثة علـى فترات متباعدة ولكن كعادة روتين الحياة هناك أشخاص خُلِقوا خصيصًا لإهدار أوقـات السعادة فبعد دقائق معـدودة من الانسِجام ظهرت شـاحنة عملاقة على الطريق، ظهرت بصـوتها المُزعج، اقتربت من سيـارة الفتاة فلم تأخُذها في اعتِبارها وظنت أنها مجرد سيارة عابرة على الطريـق، الشـاحنة بدأت في الإقتـراب منها أكثر وأكثر مما دفع الفتاة كي ترمقها من خلال مـرآة السيارة بدهشة وتعـجب، تجنبت الفتاة الشـاحنة والتزمت جانب الطريق لتُعطي مسـاحة كافيـة لسائق الشـاحنة ليـمر بجانبها وتُكـمِل هي طريقها ولكن فاجأها بتجنب الطـريق خلفـها وكأنَّهُ يتتبعها، الموقف كان أشبه بحيوان مفترس يتتبع فريستـه أينما ذهبت لينال منها، القـلق بدأ يتسلل إلى الفتاة ويـدق قلبـها بين ضلوعهـا خوفًا وتتنفس الصـعداء، عزمـت أن تأخذ الجانب الأخر من الطريق حتى تُرسـل له رسالة بمعنـي مُر من جـانـبي وتَابع طريقك بسـلام ولكن تابعها السائـق بشـاحنته المُزعجة وذهـب خلفـها إلى الجانب الأخر من الطريق كـمُدافع أمرَهُ مدربُه ملازمة مهـاجم الفريــق الخِصم، منظر الشـاحنة بفنطاسـها العملاق في مرآة السيارة مرعب كما أن السائق تعمد ضرب كلكسـات الشـاحنة التي تبث الرعب في قلب وأذن الفتاة التي أصبحت مرتـعشة الأطراف، حشرت علبة الكانـز بين فخذيها لتُمسك عجلة القيادة بإحكام، الشاحنة فجأة وبدون سـابق إنذار تقترب منها لتصدمها صدمة خفيفة من الخلف فتترجرج السيارة، تسـقـط الكانز لُتسقى بِنطالهِا وتغرق أرض السيـارة، الفتاة باتت في خـوف شـديد ولا تـدري ماذا تـفعل، ما كـان بإمكانِهـا إلا أن تُـخرِجَ رأسَها من خلال النافذة في محاولة منها لعقد اتفاق مع السائق غريب الأطوار .
لم يتم العثور على نتائج