تنمية بعض المهارات الشخصية والاجتماعية للعاملين

من المُسلم به أن العامل يمثل محور عملية العمل، فهو المحرك الأساسى لعمليات التنمية، حيث يستطيع أن يستثمر قدراته وإمكانياته، ويوظفها بشكل مناسب بالتوازن مع ما يتاح له من إمكانات مادية تتمثل فى مواد خام وأدوات وعدد وآلات... وخلافه، حتى يتسنى له فى نهاية الأمر أداء عمله بالكفاءة المطلوبة.
وبناءً على ذلك يجدر القول بأن العامل غير المؤهل جيداً لن يكون فى مقدوره القيام بأيسر مهام وواجبات عمله في ظل بيئة عمل صناعية سادت الآلية والإلكترونية جوانبها، فالعامل يقضى معظم وقته في التعامل مع معدات وآلات
وأجهزة إلكترونية شديدة التعقيد تتطلب منه إمكانية استخدامها على نحو صائب، بحيث يفي بأداء العمل بالكفاءة والفعالية المرجوة من جهـة، ويحد من أخطارها المتوقعة من جهـة أخرى.
وفى هذا الصدد أدركت تلك المجتمعات مدى أهمية تنمية مهارات وقدرات القوى العاملة لديها، وبالأخص العاملين في النشاط الصناعي، فقامت بتخصيص ميزانيات ضخمة بهدف إنشاء مراكز تدريب مجهزة بأدوات ووسائل تساعد العاملين على التدريب، فضلاً عن وضع برامج تدريبية تستهدف في الأساس رفع مهارات العاملين الإنتاجية لتحقيق أعلى معدلات التنمية.. وللتأكيد على ذلك يذكر شولتز Schultz أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفق سنوياً نحو 180 مليار دولار على برامج التدريب الرسمي بالإضافة إلى 30 مليار دولار على برامج التدريب غير الرسمي أو التدريب أثناء العمل the Job Training on.