في ظلال الأذكار

فى سُكون الليل وانسِيابيَّته، حينَ يُسدَل السِّتار على النّهار، وفى هَدأةِ النّهار، بل وعُنفوانيَّته، حين يُزاح السّتارُ عن الصّبح إذْ تنفَّس، بينَ أنثويّةِ الشَّمس حين تُلقى بنفسِها فى أحضان البحر، أو شاعِريّة الأرض الزّراعيّة وبين فُحولةِ الشّمس أيضًا حين تُقيم صُلبها فى رابعةِ النّهار.. بين هذا وذاك، يقفُ الإنسانُ.. ذلك المخلوقُ الطينىّ ببشريّته التى تمتزجُ بخيراتِ الأرض ومكنونِ السّر فيها والرّوحانىّ بمكنون وديعةِ الله فيه حين نَفخ فيه مِن روحه يقفُ بفطرتهِ المنسجمةِ مع تسبيح الليل وصلاةِ النّهار؛ لينخرطَ وينسجمَ مع هذه المنظومةِ فى تسْبيحها.. يَستجمعُ شتات روحه ويجمعُ ما تناثرَ من أعضائهِ ويُلملم الشاردَ من أفكاره وأعصابه؛ ليَسجدَ على أعتابِ الوصْل والعطف مُنسربًا ومُتسللًا إلى حَضرة الذّكر على أطرافِ قلبهِ؛ حتى لا تَشعر به الدّنيا فتُعكّر صَفوَ هذه اللحظةِ بجلالها وجَمالها..