طيف جريمة

لم يُعد يُمكنني يا صديقي، أن أسير بهذا الطريق المُزيَّن.. لم يُعد يُمكنني ممارسة ذنبي دون الوصول للنهاية سريعًا.
متى بدأ الأمر؟
متى بدأ يتسللُّ الشيطان شيئًا فشيئًا، هو من ربتَّ على قلبي في المرة الأولى. هو من أخبرني بأنني سأكون بخير عندما أفعلُ هذا.
هو قال لي بأن الخطيئة تُمحى وأن الزمن كفيلٌ بنسيان كُلِّ شيء.
متى بدأ يكبرُ الأمر، عندما ناديتها إليّْ في طفولتنا البعيدة .. أم عندما محوتُ آثارها تمامًا.
هذا ما كنتُ أخبر به نفسي، هل شعرتم بالحزن تجاهي!؟ هذا ما حصل تمامًا، لقد شعرتُ بالحزن لنفسي.. هذا ما كنت أردده. تمكنتُ من وضع كل الأسباب التي تجعلني أقوم بالذنب دون الشعور به لن يعلم أحد بما حصل طالما لم أتكلم. لن يحصل لي شيء.
حتى جاءت تلك اللحظة التي أيقظت كُلَّ القوى الكامنة بداخلي.
ينفذُ البردُ لضلوعي، أرتجف وأنا أحاول نسيان تلك اللحظات. يحلُّ الليل الذي لا ينتهي، عادت من جديد، تلتفُّ حول باب غرفتي وهي تُنادي:
(ألا تُريد رؤيتي؟).