ذاكرة المكان وسردياته

“غاصت د. غالية آل سعيد في أعماق شخصياتها غوصاً متسلحاً بالعلم والمعرفة، وبمشاعر الأديب الواعي الذي يراقب تحولات الشخصية وتبدلاتها تبعاً للأحداث المكانية الزمانية؛ فسعت إلى بلورة الشخصية وفقاً للمعاناة التي شكّلتها، ولأنها إنسانة شفيفة الروح والإحساس بالدرجة الأولى فقد تعاطفت مع شخصياتها الهامشية التي تعيش على هامش الحياة وأوجاعها، فغاصت في ثيمات الإنسان المعاصر الوجودية كالاغتراب والاستلاب والتوحّد والمطامع التي تُسقِط أحياناً إنسانية الإنسان وتسحقها، معتمدة على الحسّ والخيال الفني المنضبط في إيحاءاته وتأويلاته. تستحق السيدة غالية آل سعيد أن تحظى كتاباتها بتحليلات معمقة لتسليط الضوء النقدي الجاد على كاتبة تكتب الفن للفن وجمالياته، ولا تنظر لهوامش الكتابة من ربحٍ مادي أو تصفيقٍ جماهيري أو شهرةٍ محلقة أو جوائزَ محلية أو عالمية، أو اتفاقاتٍ شللية مخرِّبة لإنسانيتها وإبداعها وإخلاصها للفن والإتقان والجمال”. د. سعيدة بنت خاطر الفارسي