العادات الخارقة

لقد رأيت أشخاصًا موهوبين يهدرون من بين أيديهم وظائف واعدة، ودعمًا غير محدود من الناس، وفرصًا ممتازة، فقط لاتباعهم عادات سيئة في عملهم وحياتهم، وعلى النقيض رأيت أشخاصًا بدوا عاديين جدًّا، لكنهم يحققون نجاحًا ملحوظًا نتيجة لاتباعهم بعض العادات الجيدة.

لكن هذا الكتاب لا يتحدث عن أي من هذين الصنفين من البشر، بل يدور حول أكثر من مجرد تنمية المفاهيم المتعارف عليها للنجاح أو القبول، كما أنه لا يتناول كيفية التمتع بمزيد من السعادة، أو التطور لنصبح «جيدين بما فيه الكفاية»، وكذلك لا يدور حول إعادة تنظيم حياتنا وترتيب أولوياتنا، بل إن محور هذا الكتاب يتناول كيفية تحقيق المعجزات وجعلها عادة متكررة وطبيعية في حياتنا، وليس كتجربة تحدث مرة واحدة في العمر. إن تعريفي المعجزة بسيط للغاية؛ فهي من وجهة نظري حدث أو ظرف عرضي يتجاوز جميع التوقعات الطبيعية المألوفة.

أنا أؤمن بمفهوم اقتناص المنافع؛ الذي يستهدف السعي وراء مبتغاك بكل جرأة دون الاكتراث لأي شيء آخر. في رأيي، إن الكثير من النصائح والإرشادات العلاجية وأحاديث المساعدة الذاتية التي تدور حول «الغاية»، و «الامتنان»، و «المغزى» في الوقت الحالي مضللة ومخادعة؛ إذ نستخدم هذه المصطلحات ككلمات بديلة لتجنب ذكر رغباتنا الحقيقية في الحياة. يمكننا أن نجد الغاية والمغزى الحقيقيين في القوة الشخصية؛ في حسن التدبير، والأداء الاستثنائي، والتعبير المثالي عن الذات. أيًّا تكن أهدافك، أو احتياجاتك، أو رغباتك، فسيوضح لك هذا الكتاب طريقة جذب الفرص الاستثنائية (والأخلاقية) إلى حياتك.