جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
مجازات الحداثة

مجازات الحداثة

قراءة نقدية في القصة القصيرة السعودية

المؤلّف:
تاريخ النشر:
2022
تصنيف الكتاب:
عدد الصفحات:
249 صفحة
الصّيغة:
17.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

يدرس د. "صالح زياد" في هذا الكتاب انعكاس الوعي الحداثي على الأشكال الأدبية الحديثة، ومنها القصة القصيرة، ويركز على عامل الذات أي الفاعلية التي تتعلق بها الرغبة بالاتجاه إلى موضوع ما، هي ذات تمثل الوعي الحداثي بدليل العائق أو العامل المعاكس لها.
ومن هنا اتجهت فصول هذا الكتاب إلى موضوع ...القصة القصيرة السعودية والخليجية، لتقارب مجازات الحداثة التي تعني تمثيلات المعاني الفردية والاجتماعية والثقافية من زاوية الحداثة، وهي معاني الطموح إلى قيم ووقائع وأفكار تجسد ذاتية الحداثة، أي إنتاج المجتمع المحلي لها وممارسته إياها، كذلك معاني المعاناة لغيابها أو المعاناة لأفكارها التي لا تنفصم عن أشكالها وصيغها وابتكاراتها الأسلوبية.يحتوي هذا الكتاب على أربعة فصول:
الأول يتناول مجازات العائق الاجتماعي من خلال نماذج من تشكيله السردي، ممهداً لمقاربة النصوص بمدخل نظري عن العلاقة بين المجاز والقصة والواقع، لأن الواقع الذي يتعاطاه الأدب لا يعني الحقائق التجريبية والعيانية الماثلة بقدر ما يعني صورتها الذهنية، وهنا يأتي مجاز العائق الاجتماعي، إذ لا يكون القص إلا بمعارضة ما في بنية الواقع، بحيث تتحول العوائق الاجتماعية من جهل وفقر وعنصرية.. إلخ إلى مجاز، يُنتج - بنائياً - وظيفة المعارضة والمناوأة والإعاقة.
ويتناول الفصل الثاني مجازات الوعي النسوي، في قصص المرأة، يبين الكاتب هنا تخطِّي الروائيات مشكلة العلاقة بالرجل إلى العلاقة بالثقافة، ومن ثم استحالة الكتابة إلى بوابة للخروج من دائرة العجز الذي يرادف الجهل ويُحيل على انعدام الوعي بقيمة الفردية والذاتية الذي يؤهل الإنسان إلى مرتبة وصاية غيره عليه. (...) وهنا ترينا المقاربة لمجازية القصص المختارة في هذا الكتاب كيف تنبني القصة لإبراز رؤية المرأة إلى جسدها بوصفه ملكية خاصة بها، والإقرار لها بالعقل والاختيار، وتتناسل المجازات هنا في ترسانة تخييل وتأويل تقصد إلى تفكيك ثقافة الذكورة على نحو من شأنه أن يؤجج هذه الثقافة بما تقوم عليه من امتلاك السلطة والعنف وتغييب العقل والاستسلام للخرافات. وهو مغزى له معنى ومدلول إنساني يبرز في افتقادها إلى الحب، وبحثها عن الرجل بمواصفات الاحترام والذاتية والاستواء، والتعاطف مع الفقراء والمظلومين وضحايا القمع والتوحش.
أما الفصل الثالث فيتناول مجازات السرد ضد الأليف، ويعني به الكاتب القروي والريفي وما يدور في إطار الشعبي أو البلدي. فمن اللافت لقارئ القصة السعودية والخليجية، حضور القرية والصحراء ومتعلقاتهما الثقافية والاجتماعية في نصوصها. وهو حضور يقصد التأشير على دلالة لا يؤشر عليها الفضاء المدني، أو لا يبلغ منها ما يبلغه المكان الشعبي الذي يحيل على الأشياء والأحوال والتصورات الاجتماعية عارية من كل تهذيب، تعاني الكدح والقهر، في ظل مستويات متدنية من التعليم وثقافة الحقوق، وتسلط الرجل بحكم العرف والتقليد. ولهذا كان هذا الحضور برأي الكاتب سردياً ينبني بطريقة مضادة للمعاني الشعبية التي تتجذر فيها القيم بنقائها وخلوصها.
وهنا يورد الكاتب نماذج قصصية تمثل صيغاً مجازية لتمثيل دلالات مناوأة للحداثة. مثال الاحتشاد الاجتماعي ضد استقلال المرأة وفرديتها، والافتقاد للنظام والحقوق وثقافة العمل والوقت، والوقوف في قبالة المدينة، مجازاً على الهامشية وثقافة الغابة والتخلف.
ويأتي الفصل الأخير بعنوان: مجازات تيار الوعي، وهي مجازات على الحداثة بالإحالة على ما تمثله أدبياً من وعي متقدم في الكتابة يؤكد على إبراز بنية اللغة السردية وتشكيلها تشكيلاً يقصد إلى الموضوعية من خلال تقديم العالم كما تراه شخصيات القصة للدلالة على محتواها الذهني والنفسي وهو في طور فيضانه، وهو تحول إلى مستوى متطور من التقنيات فارقت بها القصة السعودية برأي الكاتب طرد السرد التقليدي، بحيث طاولت الرؤية الإبداعية نفسها التي بات همها تمثيل معاني فردية الإنسان وحريته وما يختبئ في وعيه، وعلى نحو من شأنه أن يرينا التفلت من أسر الخارج وسلطته سواء كانت سلطة مفهوم أم ظرف أم أخلاق أو سلطة عقل أو واقع.
دراسة هامة، تمثل وعي المؤلف في الإطار الأدبي الحديث لمختلف الأنواع، وهو وعي يحتل مركز النصوص وعلة تشكيلها، فهي نصوص تهدف إلى شحذ الوعي وإيقاظه وإضاءته والانفتاح به على وقائع التطور الإنساني وعلى عملية التجدد المفتوحة.
لم يتم العثور على نتائج