الطريق نحو الأعلى

لقد أضفنا مؤخرًا حاسوبًا إلى شركتنا، وعلى الرغم من أنها شركة صغيرة، فإنه كان استثمارًا معقولًا. جلبنا خبيرًا لبرمجة الحاسوب، وهذا ببساطة لأن الحاسوب ليس أكثر كفاءة من المبرمج الذي يضع المعلومات فيه.

والآن، دعني أسألك، إذا كان لديك حاسوب بقيمة 100 مليون دولار، أي خبير ستجلبه لبرمجته؟ دعني أخبرك عمن يجلبه المواطن الأمريكي العادي لبرمجة حاسوبه الشخصي المقدر بأكثر من 100 مليون دولار.

غالبًا ما يشير الناس إلى سن الثانية على أنها أسوأ سنوات الطفل، لكن إليك الشيء المثير للاهتمام: في كل مرة يجيء فيها مولود جديد إلى المنزل، يكون هناك أب فخور، وقبل عودة الأم والابن من المستشفى بعد الولادة، يذهب الأب إلى متجر السلع الرياضية، ويشتري له مضرب بيسبول وخوذة كرة قدم، ويخبر جميع أصدقائه بأن رجله الصغير طلب يد الممرضة قبل أن يخرج من المستشفى. أما إذا كانت فتاة، فيلقبها بملكة جمال أمريكا إلى الأبد، ودون أدنى شك.

وبحلول الوقت الذي يبلغ فيه الطفل ثلاثة أيام، يبدأ الوالدان إجراء محادثات مطولة حول أذكى وأجمل وأظرف مخلوق عرفته أمريكا في تاريخها.

وبعد أن يستمر هذا نحو عامين، ينمو الطفل ويكبر، ويبدأ التفكير ببعض الاستقلالية، ويحاول أن يُسمع الآخرين رأيه وصوته. في ذلك الوقت، لا يعود بإمكان الأب والأم إبقاء هذا الصغير في موضعه المعتاد، وقد لا يعجبهما ذلك بالضرورة، فيبدآن محاولة السيطرة عليه، لأنهما كانا يستطيعان التعامل معه بشكل أفضل وهو رضيع منقاد إليهما تمامًا، وهذا يحدث في كل بيت يعاني فيه الأب والأم بعض التشكك في قدراتهما، وبعض المشكلات في صورة كل منهما الذاتية.

هل سمعت من قبل أجدادك يقولون أشياء مثل: «من الأفضل أن تستمتع بوقتك مع أطفالك وهم صغار، لأنهم ذات يوم سيستيقظون، ويبتعدون عنك، ولن يفعلوا إلا ما يريدون، وما تريد منهم أن يفعلوه لن يحدث أي فرق على الإطلاق. ومن الأفضل أن تبقيهم تحت سيطرتك ما دام لا يزال ذلك بإمكانك».