بركليس

طبيعة العلاقات بين الرجال والنساء طبيعة فطرية لا تُنظمها إلاّ ضوابط أخلاقية، ومن خلال شخصيات هذه المسرحية يبين لنا "شكسبير" –بعمق– العلاقات المنطوية على الحسد، كما يبين سطوة المال وأثره في انحراف البشر، لكنه في نهاية المطاف يؤكدّ انتصار قيمتيْ الحق والخير، من خلال تناول درامي رائع يشد أنفاس القارئ ليتابع القراءة (العرض) سريعًا حتى النهاية المرجوّة.
و"بريكليس" الملك (أو الأمير) يفقد عرشه لصراحته ووضوحه، ويضطر لترك مملكته "أنطاكية"، ويتنقل من مدينة إلى مدينة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، ويرسو به المطاف في "برقة" (ليبيا الحالية) ويفقد زوجته وابنته، ويبتسم له الحظ أحيانًا ويكشر عن أنيابه أحيانًا أخرى، لكننا نقرأ في السطور الأخيرة:
"الآن هدأ قلبي وانتهت كل آلامي وشجوني، لقد انتقمت لي الأقدار، ولم يعد أمامي سوى أن أسعد بقية حياتي في مملكتي مع زوجتي وبين رعاياي".