جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
مسرحيون ومسرحيات العنف في المسرح الانجليزي المعاصر

مسرحيون ومسرحيات العنف في المسرح الانجليزي المعاصر

تاريخ النشر:
2020
تصنيف الكتاب:
عدد الصفحات:
278 صفحة
الصّيغة:
29.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

يعد تمثيل العنف في المسرح موضوعة تمتد جذورها الى أزمنة ألدراما الإغريقية، حيث دأبت التراجيديا على التعاطي مع (موتيفات) ألقتل والانتحار وحتى التمثيل بالأجساد. كما زخرت أعمال وليم شكسبير وتوماس كِدْ في عصر النهضة بمشاهد ومعالجات متنوعة من العنف والتعذيب والاغتصاب، زيادة على الانتقام بأشكاله المختلفة، وحتى الترهيب النفسي. لا يختلف الحال في تجسيد ألعنف دراميا في الأزمنة المعاصرة عن سواه من العصور، بل أن مشاهد ألعنف والقتل قد تحولت الى مناظر يومية لا تشترك فيها وسائل الإعلام المرئية حسب، وإنما يألفها ألفرد في جميع ميادين الحياة ودروبها. فإذا كانت بواكير ألقرن العشرين قد اتسمت بإيقاع متسارع في حركة الحياة والنضال من أجل البقاء، بناء على متغيرات اجتماعية ودينية واقتصادية سببتها أنشطة متباينة ومؤثرات متنوعة ليس أقلها شأنا نتائج الحربين العالميتين وما آلتا اليه، فان ايقاع حركة الحياة على أعتاب الألفية الثالثة قد شهدت ايقاعا مجنونا انعكس على جميع تفاصيل الحياة البشرية، مما جعل ألمشهد أقرب الى ألسريالية منه الى ألتصديق (ولو تخيليا)؛ فالسعي ما بعد السريالي للتشبث بالبقاء قد وأد ما تبقى من الحجج الداعية الى التعاطي "الانساني" مع المحيط، سواء أكان ألمحيط "بشريا" أم "غير بشري." لقد تجاوزت دوائر العنف والقسوة والتدمير الكائن "البشري" لتشمل كل مقومات الوجود بما فيها النبات والحيوان والماء وحتى الجماد، مما بات على المدارس الادبية عموما، والمسرحية خصوصا "الجري بسرعة" للبحث عن اطر وآليات مناسبة للتعبير عن هذا العنف والاجتهاد في ممارسة التجريب. من الواضح، اذا، أن العنف في الفكر الحديث قد أضحى بين العوامل الرئيسة التي تحدد التطور الفكري وتربطه بحقول السياسة والاقتصاد والدين والبناء الاجتماعي/الثقافي. لقد أفلح الكتاب المسرحيون المعاصرون في البحث عن بنى وأنماط مسرحية ترتقي الى "جنون" هذا العنف وأساليبه؛ فبات من الضروري أن تتم مغادرة كل الأشكال السابقة التي، لاريب، أنها ستخفق في تجسيد ذلك العنف والدمار، فأفصح القرن الحادي والعشرين عن مدارس مسرحية وأشكال درامية لم تكن مألوفة سابقا، مادامت طبيعة العنف الذي يهدد الانسان حاليا غير مألوف أيضا. لعل هذا البحث عن شكل مسرحي يتسق مع طبيعة الموضوعة هو السعي ذاته الذي نهجه المسرح العالمي بعد الحربين العالميتين عندما أصبحت الأشكال المسرحية قبلهما قاصرة عن التعبير عن التجارب الانسانية في فترة اتسمت بتحدي الوجود البشري اجتماعيا واقتصاديا وفكريا.
لم يتم العثور على نتائج