وهم النقود

هل من المفترض أن نأخذ الأمور بمظاهرها، ونتقبل الفكرة لمجرد أنها سادت لوقت طويل، أو شاعت بين عدد كبير من البشر! لقد أصبح مصطلحا "ربا البنوك" و"البنوك الربوية"، والذي ربط المعاملات البنكية بالربا، من المفاهيم الشائعة، والتهم الجاهزة التي تم إلصاقها بالبنوك حتى صارت من المسلمات، إن لم يكن من الأمور غير القابلة للنقاش، ليس فقط لدى عوام الناس الذين غسلت هوجة الفتاوى عقولهم، ولكن أيضاً لدى العديد من علماء المسلمين ومفكريهم........ فلكي يتعرض رجل الدين للمعاملات المصرفية، ويضعها في ميزان الأحكام بالإباحة أو التحريم، عليه الفهم الجيد لطبيعة هذه المعاملات وحقيقتها، وكذلك الفهم الصحيح لحقيقة النقود. فعلى سبيل المثال، فإنَّ من الأهمية بمكان أن يدرك رجل الدين حقيقة "الزيادة" في مجال العمل المصرفي - الفرق بين الزيادة الاسميَّة (الوهمية) والزيادة الحقيقية، علاقة التضخم بأسعار الفائدة المصرفية، الفرق بين سعر الفائدة الاسميِّ (المعلن) وسعر الفائدة الحقيقي، طبيعة الفرق بين النقود المعدنية والنقود الورقية، تأثير التضخم على القوة الشرائية للنقود، الفرق بين القيمة الاسمية للنقود والقيمة الحقيقية لها، ماهية الفرق بين الفوائد المدينة والفوائد الدائنة، حقيقة الفروق بين البنوك التجارية والبنوك الإسلامية... إلخ.