الحماية الدستورية لحرمة الحياة الخاصة

تتناول الدارسة استعراض وسائل حماية الحياة الخاصة نظراً لأهميتها ومدى تأثيرها على قدرة الإنسان على الإبداع والإبتكار وكذلك خطورة التعديات عليها، إذ أتاح بشكل بارز فرصة الاطلاع على الأسرار الخاصة بالأفراد وإفشائها، خاصة بعد شيوع استخدام الكمبيوتر وظهور ما يسمى بالأنظمة المعلوماتية وبنوك المعلومات وما يستتبعها من آثار توظيف تقنية المعلومات في ظل العصر الرقمى. ومن ثم تبدو الحاجة ملحة إلى التوفيق بين ضرورة وأهمية استقرار نظام الأمن وفائدة نظم المعلومات من ناحية، وبين تفادى ما يمكن أن يصيب الفرد من أضرار في حرمة حياته الخاصة من ممارسة هذه النظم لنشاطها من ناحية أخرى، مما يقتضى تدخل رجل القانون في البحث عن الحماية القانونية الفعالة للحياة الخاصة بما تنطوى عليه من مظاهر مادية ومعنوية ومعلوماتية، سواء من خلال تطويع القواعد الحالية على ما استجد من علاقات جديدة أو باقتراح قواعد جديدة عند عدم قدرة القواعد الحالية على استيعاب ما استجد من مشاكل قانونية