ولايــة البويــرة الجزائـــرية

منطقــة ولايـة البويـــرة أو ( توفيرست ) كانت ملتقى لحضارات عابرة شهــد التاريخ بامتدادها في أعماق تاريخ البشريــة ؛ وهو الأمر الذي جعل هذه الولاية اليوم تزخر بالمعالم التي تروي أحداثها كل قطعة حجر على مر الزمن بعد تعاقب مختلف الحضارات التي بقيت معالمها شاهدة على إبداع من تركوا بصماتهم واضحة بها؛ كي تروي للأجيال المتعاقبة مرورهم عبر منطقة ولاية البويـــرة التي تعتبر جوهرة في صدر الوطن الجزائري الحبيب . وكل شبر بمنطقة ولاية البويـرة لا يتوقف عن سرد قصص وأساطير الرومان ، الوندال والبيزنطيين وجيوش الفاتحين المسلمين الذين كان لهم حضور مميـز بالشمال الإفريقي منذ سنة 675م؛ وبعدهم كان الوجود التركي العثماني بالوطن الجزائري الذين استنجد بهم إخوانهم المسلمون للدفاع عن حرمة الشواطئ الجزائرية من همجية الصليبيين الإسبان وغيرهم بعد أفول مملكة غرناطة سنة 1492 م وكان الغزو الفرنسي الغادر للمسلمين الجزائريين سنة 1830 ليعيش الأهالي الجزائريون بعدها تحت قيادة الأمير عبد القادر أروع الملاحم البطولية دفاعا عن المال والعرض والدين الإسلامي الحنيف في هذه الربوع حيث وقفت منطقة البويــرة في وجه الغزاة الفرنسيين أبية مكافحة تحت قيادة المجاهد أحمد بن سالم خليفة الأمير بمنطقة القبائل التي سقط في ربوعها شهداء عظماء دونت أسماؤهم بأحرف من دم فسجلها التاريخي بأحروف من نور… والعمل الذي نقدمه اليوم بعنـوان : منطقة ولاية البويرة في الجزائر ملتقى الحضارات ... يسلط الضوء على تاريخ هذه الولاية التي كانت مسرحا لمختلف المراحل التي عاشتها الجزائر منذ بدء ما قبل العهد العثماني التركي 1510 م بسبب احتلالها لموقع استراتيجي يقع بين مناطق متعددة من الوطـن الجزائري فجعل منها عقدا جميلا مرصعا بالجواهر الثمينة من التضحيات وبما حباها الله عز وجل من ثروة طبيعية لتزيين جيد الجزائر الجميلة ...