الخيال والعلم .. معا

الخيالُ العلمىُّ جنسٌ أدبى مُســتجَدٌّ، أو قُـلْ هـو نوعٌ من الكتابة التحايلية، هدفُها استمالةُ الأدب إلى حقل العلم، وخلق توليفة من القصص والروايات ذات مذاقٍ مختلف، تيسر لها إن وجدتْ قبولًا من القراء ورواجًا واسعًا. ودعنا نقبلُ، بدايةً، أن ولادته كانت على أيدى بعض عمالقة الكتّاب، فى القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، يتميز بينهم، ريادةً وتفوقًا الفرنسى «جول فيرن»، والإنجليزى «هـ. ج. ويلز»... كانت البداية، إذن، فى زمن لم تكن عجلة العلم والتكنولوجيا قد عرفتْ، بعدُ، دورانها المتسارع الذى نكاد نعجز عن ملاحقته فى أيامنا هذه، فتركت أمامها، ووراءها، مساحات كبيرة لكتّاب الخيال العلمى، يصولون ويجولون فى عالم رحـب، يستشرفون آفاق العلوم، ويصبون رؤاهم وتوقعاتهم المستقبلية فى قوالب الأدب القصصى والروائى، لينتجوا لنا آثارهم الخالدة، من عينة: (آلة الزمن) و(20 ألف فرسخ تحت سطح البحر)، وقصص ارتياد الفضاء، سابقين على أو لنقل ممهدين لـلجهود العلمية المتتالية للتعامل مع عنصرى الطاقة والزمن، والتى انتهتْ إلى نظرية النسبية لأينشتاين، ومجسدين أحلام الإنسان وتطلعاته لتكنولوجيا متقدمة، تغوصُ به إلى (فضائنا الداخلى)، أو الأعماق السحيقة للبحار والمحيطات، وتحلق به فى الجو، بل وتنطلق لتخرج به من نطاق الجاذبية الأرضية إلى الفضاء الخارجى، ليرتاد الكواكب البعيدة.