السجين 101

من منا لم يسمع عن وحشية السجون؟
تختلف الأسباب التي تودي بالمرء إلى غياهب السجون، إلى منصات الألم الموجع، إلى أشكال التعذيب المختلفة، إلى العتمة التي لا يعرف ساكنها متى تنتهي، ولكل سجين أو معتقل أو محتجز أو مغيب قسريًا قصته التي لا تشبه كثيرًا قصص أشباهه ممن قضوا فترات مختلفة تحت برازخ السجن؛ من حيث الأسباب والأماكن والمعاملة ولكن تبقى السجون سجون مهما جُمِّلت معالمها وممراتها، تبقى السجون سارقة للحريات.

في سطور هذه الرواية، ستمر عيوننا على كلمات خلفها قصة حقيقية. تألم صاحبها لسنوات، سُلِبت منه حريته التي لم يكن يملك أغلى منها.

إن قراراتنا الشخصية هي العامل الأهم في كل النتائج المترتبة على تلك القرارات، وقد تكون- في بعض الأحيان- لحظة اتخاذ القرار أهم من النتائج التي ستترتب عليه مهما كانت شدتها، وهذا ما حصل لصديقنا 101.

لقد دفع ثمن قراره بالبقاء في بلدته وتصوير مجريات الأحداث لعله من خلال الصورة والفيديو والكلمة، يوقفها إذا ما تم نقلها إلى العالم خارح بلدته. هذه كانت أمنيته، والسجن كان عقابًا لأمنياته.