الطريق إلى السعادة والحياة المليئة بالإنجازات 1

في صيف 1998 وبعد مشاجرة عنيفة حصل الطلاق بيني وبين زوجي إياد. كان طلاقًا دام ثلاثة أشهر فقط. وبعدها عادت الأمور إلى طبيعتها بيننا.

خلال هذه الأشهر الصعبة جدًّا كنت في منزل أبي أمضي أصعب الأوقات. كنت حزينة وكئيبة جدًّا ووحيدة (كان أبي يمضي معظم أوقاته في لعب الشطرنج وفي مزاولة المشي اليومي مع أصدقائه).

وفي يوم من الأيام وبينما كنت وحيدة في المنزل أجلس في سريري حزينة ومكتئبة، شعرت بأغرب وأخطر إحساس في العالم؛ يد سوداء مليئة بالألم والشر والحزن العميق تمسك بي وتكبلني وتخنقني! ألمٌ ما بعده ألمٌ، ألم فوق طاقتي وطاقة كل إنسان، ألم لا تستطيع الكلمات وصفه. فقررت رمي نفسي من الشرفة للتخلص من هذه الآلام الرهيبة.

ولكنني تمالكت نفسي وتذكرت أن الله لا يرضى بالانتحار ويحذّر منه. فبدأت أتنفس نفسا عميقا وأردد: أنا أتمتع بالحياة، أنا أتنفس، أنا أحمد الله، وأقول: الحمد لله على نعمة الحياة.

وظللت أردد هذه العبارة: الحمد لله على نعمة الحياة، أنا أتنفس، أنا على قيد الحياة الحمد لله. ورويدًا رويدًا بدأ الألم يتلاشى ويختفي تدريجيًا. وبعد ساعتين ونصف، اختفى الألم كليًا وتنفست الصعداء وامتلأ قلبي بالفرح والسعادة.

الحمد لله على نعمة الحياة والحمد والشكر لله. ومنذ تلك اللحظة تغيرت حياتي وبدأت حياتي الروحية المليئة بالإيمان العميق بالله سبحانه وتعالى. إيمان راسخ وقوي، إيمان يزداد يومًا بعد يوم ويقوى ويترسخ أكثر فأكثر مع مرور الزمن. هذا الإيمان الذي ساعدني على تخطّي صعوبات كثيرة وأن أعيش حياة سعيدة وأحقق أهدافي وأحلامي. إيمان عميق جدا ساعدني على أن أحبّ وأعطيَ دون مقابل.