علم الثراء

هذا الكتاب واقعى وليس فلسفيًا؛ ولهذا يعتبر دليلاً عمليًا وليس مجموعة من النظريات، وهو موجه إلى الرجال والنساء الذين يشعرون بحاجة ماسة إلى المال، والأشخاص الذين ينشدون الثراء أولاً ويقدمونه على التفكير الفلسفى، وهو موجه كذلك إلى أولئك الذين لا يجدون حتى الآن الوقت أو الوسائل أو الفرصة للتعمق فى دراسة ما وراء الطبيعة، وأولئك الذين يريدون نتائج ملموسة ويبدون استعدادًا تامًا لاتخاذ الاستنتاجات العلمية أساسًا لأفعالهم ـ دون الدخول فى جميع العمليات اللازمة للوصول إلى هذه الاستنتاجات.

وأتوقع من القارئ أن يثق فى المعلومات التى أوردها فى هذا الكتاب تمامًا كما يثق فى المعلومات الخاصة بأحد قوانين الحركة الكهربية إذا جاءت على لسان "ماركونى" أو "إديسون" لأنه بذلك سيتأكد من صحتها من خلال تطبيقها دون خوف أو تردد. وأنا على يقين من أن كل من يفعل ذلك، رجلاً كان أو امرأة، سيصبح ثريًا بلا شك. إن العلم الذى يتضمنه هذا الكتاب هو علم بالفعل، ومن ثم فإن الفشل فيه يصبح مستحيلاً. ومع ذلك، سوف أستشهد ببعض المراجع طمأنة لأولئك الذين يرغبون فى التحقق من النظريات الفلسفية لكى يبنوا ثقتهم على أساس منطقى.

ترجع النظرية الأحدية للكون ـ وهى النظرية القائلة بأن هناك مادة واحدة تتخذ شكل العناصر المتعددة التى يتكون منها العالم المادى ـ إلى أصول هندية، ثم شقت طريقها إلى الفكر الغربى تدريجيًا لمائتى عام، بعد ذلك أصبحت تلك النظرية أساسًا لجميع الفلسفات الشرقية وتبوأت مكانًا ومكانة فى فكر الكثير من الفلاسفة من أمثال "ديكارت"، و" سبينوزا"، و" لايبنيتس" ،و" شوبنهاور"، و"هيجل" و" إيمرسون"، وإذا كان القارئ مهتمًا بالبحث فى الأصول الفلسفية، فيوصى بقراءة أعمال "هيجل" و" إيمرسون" بنفسه .

لقد عمدت إلى استخدام أسلوب سلس فى كتابة هذا الكتاب لكى يفهمه القراء من جميع المستويات، وقد خضعت الخطة العملية الواردة بين طياته لاختبارات شاملة، واجتازت الاختبار الأساسى الذى تخضع له أية تجربة علمية، وقد أثبتت كل هذه الاختبارات فعالية وجودة هذه الخطة. وإذا كنت مهتمًا بمعرفة كيفية التوصل إلى الاستنتاجات، فيمكنك أن تقرأ كتابات ومؤلفات الكتاب الذين أتينا على ذكرهم عاليه، أما إذا أردت اختصار الطريق ورغبت فى قطف ثمار فلسفاتهم وتطبيقها عمليًا، فاقرأ هذا الكتاب وافعل ما يقوله لك بالضبط.