صديقي الخوف

هذا كتاب عن الخوف. إنه كتاب عن الاشتياق والوحدة والطريقة التي نتخفى بها من العالم. إنه يحدثنا كيف نتوارى من أنفسنا، ونقاوم النظر في داخلنا بسبب خوفنا مما قد نجده.

هذا كتاب عن الصداقات غير المحتملة، وكيف تصوغ أصدق العلاقات التي ستحظى يومًا بفرصة بنائها: العلاقة التي تصل إلى قلبك بجسدك وذهنك. سوف تقضي حياتك بالكامل في تغذية تلك العلاقة، حيث لا يوجد طريقة أفضل تستغل بها وقتك.

هذا كتاب عنك أنت، وهو كذلك عني أنا. هذا الكتاب نافذة تتيح لنا رؤية بعضنا.

هذا الكتاب ظل في قلبي لسنوات قبل أن أجد في نفسي الشجاعة لكي أكتبه. ظل هذا الكتاب في ذهني وطارد كياني لسنوات في أثناء نشأتي، هذا الكتاب الذي جاء ليبقى في غرفة فسيحة بمكان ما في شمال إلينوي، وكنت أقرؤه بصوت عالٍ في شقتي بالدور الأرضي في ويليامزبرج دون أن يسمعني أحد. كتبت هذا الكتاب على سواحل ميامي الدافئة، ورسمت صوره في إستوديو صغير وجميل في إيست ناشفيل بولاية تينيسي، وصممت صفحاته في مبنى يقوم على الطراز الفيكتوري ويحوي ست عشرة غرفة نوم في بيركلي بولاية كاليفورنيا. إنه كتاب ولد بعد سنة من الوحدة التامة والأسى في كراون هايتس بمدينة بروكلين.

هذا كتاب يطلب منك النظر في المرآة دون إحجام. لن تحب دائمًا ما تراه، لكن لا بأس، انظر على أية حال.

هذا الكتاب يريدك أن تحمله بين يديك، فصفحاته مليئة بالصدق وبعض الراحة – كما أتمنى. وأقصى أمنياتي أن تجد صفحاته مفيدة.